الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الشيخ فريد الباجي: نعم أنا عميل لوزارة الداخلية والمؤسسة العسكرية...

نشر في  25 جوان 2014  (14:36)

 

وزير الشؤون الدينية السابق وبعض وزراء الترويكا أغبياء!

السلفيون الجهاديون هم أبناء الناتو والإستخبارات، يموّلون بمئات المليارات لاحتلال المنطقة حتّى يُحكّموا فيها شرع الشيطان

أنا لست نبيا يُوحى إليّ ولكني أعرف كيف يفكّر ويخطط الإرهابيون الذين يريدون تحويل تونس إلى صومال جديد
 

هناك مساجد في حاجة إلى التطهير من الذين يكفّرون الناس.. لكن لا نريد ان تقع إزالة إرهابي من منبر لتعويضه بسياسي

هكذا أوقعوا فتياتنا في فخ جهاد النكاح، ومن حمل السلاح علينا هو عدوّ مكانه السجن، لا حوار  ولا قبول توبة

هذه أكبر هدية يمكن أن يعطيها الإعلاميون للإرهابيين!
 


 
ضيفنا هذا الأسبوع هو الشيخ فريد الباجي رئيس جمعية «دار الحديث الزيتونية» المعروف بمواقفه المعلنة والقويّة من الإرهاب والجماعات المتشددة.. وفي هذا الحوار لم يشذ الباجي عن القاعدة فتحدّث عن المخاطر التي تهدد البلاد وحذّر الحكومة والشعب ودعا إلى تطهير المساجد من الإرهابيين ومنع استعمال المنابر لأغراض سياسية، كما تحدث عن تسفير الفتيات بدعوى الجهاد في سوريا وعن مخططات المتشددين لتحويل تونس إلى صومال جديد علاوة على مواضيع أخرى تطالعونها في هذا الحوار:

الشيخ فريد الباجي أصبح وجها معروفا في وسائل الإعلام، وتميز بتدخلاته ومواقفه الجريئة في كل ما يتعلق بالشأن العام وخاصة مسألة الإرهاب،كمواطن  كيف تقيم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وايضاً الديني في البلاد؟
في حقيقة الأمر ما يعنيني بدرجة أولى هو جانب الأمن القومي وأمن الشعب التونسي، لذلك تجد أن أكثر تدخلاتي تتمحور حول هذا الشأن خاصّة الشأن الديني.. وإجابة عن سؤالكم بخصوص تقييمي للوضع أعتبر أننا نمر بمرحلة مضطربة  جدا وهشّة، ومقاومة هؤلاء الإرهابيين سواء كان ذلك على المستوى العقائدي أو الأمني مازالت تشكو ضعفا واضطرابا وعجزا في بعض الأحيان وقلّة خبرة في أحيان أخرى، وقد بدأت أشكّ انّ السياسيين لا يفهمون ما معنى إدارة الدولة والذين كان يُفترض بهم أن يجعلوا من المسألة الأمنية أولوية مطلقة، خصوصا وأن التغييرات الدولية والإقليمية التي تحصل حولنا تُنذر بالشر وذلك من خلال محاولة نقل الفوضى إلى بلادنا، الفوضى التي تعتري ما يسمّى (ههههههه) بالربيع العربي والذين يريدونه أن يكون في الحقيقة «الجحيم العربي» فأشعلوا المنطقة ودجّجوا أدعياء السلفية الجهادية بالسلاح ليحيد الناس عن قضاياهم الأساسية ويجعلون أمنهم الأولوية القصوى، والعجيب أن هذا الأمر لم يفهمه الكثير من الناس، ولازال هناك إلى حد هذه اللحظة من يدافع عن السلفية ويبرّر وجودها  وأفكارها مع أن الصورة واضحة..
 وضحها لنا حتّى تكون كذلك للجميع!
السلفيون الجهاديون هم أبناء الناتو وأبناء الإستخبارات، يموّلون بمئات المليارات والتليارات وبالأسلحة بهدف احتلال المنطقة حتّى يُحكموا فيها شرع الشيطان الذين يزعمون أنه شرع الإسلام.. هذه الحقيقة التي أريد أن أُوصلها إلى الشعب التونسي رغم أنها واضحة وضوح الشمس، إلا ان بعض السياسيين وأدعياء الدين والإعلام يدافعون عن هـؤلاء، وهذا يعتبر تهديدا للأمن القومي يتطلّب وقفة جماعية من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني المطالبين بالوقوف صفا واحدا ضد هذا التيار التكفيري..
 وجّهت اتهامات واضحة وصريحة لأطراف سياسية  بدعم ومساندة الإرهاب من خلال مواقفها، من هي هذه الأطراف وكيف تدعم الإرهاب في البلاد؟
نحن عندما نشاهد عضوا في المجلس التأسيسي يدافع عن هؤلاء رغم أن الأبحاث والتقارير تؤكد أن هؤلاء يريدون إغراق الدولة التونسية في الدماء وإدخالها في الفتنة العارمة، ومع ذلك يسعى بعض السّاسة للتمويه وتحويل القضية من خلال محاولة إلصاق التهمة بالتجمّع المنحل واتهامه بالوقوف وراء هؤلاء، وهو ما يعني أن السياسي الذي يقول  مثل هذا الكلام إما متواطئا  مع الإرهابيين أو أنه  مغفّل وأحمق لا يفقه من السياسة شيء ولا من الحياة شيئا...
 لماذا اتهمت بعض الإعلاميين بدعم ومساندة الإرهاب، والحال أن الإعلام هو الذي نبّه للإرهاب وحذّر  منه ومن خطورته؟!
نحن لا نشك في أن أغلبية الإعلاميين لعبوا دورا هاما في مقاومة الإرهاب، لكن بعض أدعياء الإعلام وبعض أصحاب المواقع الإلكترونية وبعض القنوات التلفزية ما زالوا إلى حد هذه اللحظة  يستدعون من يدافع عن هؤلاء الإرهابيين، ويحوّلونهم من متهمين إلى أبرياء ويقدّمونهم للناس في صورة ضحايا ويدّعون أن التجمّع وبن علي هما من يقفان وراء ذلك كله، وهو ما يعتبر هرطقة سياسية..
 لماذا اعتبرت أنّ الإعلام هو السلاح الأول للإرهاب، كيف ذلك؟
تبيّن لنا ذلك من خلال دراسة كتبهم ومُؤلفاتهم مثل كتاب «إدارة التوحّش»  حيث يقولون أن الحرب وقبل أن «نكسبها» على الميدان يجب أن «نكسبها» إعلاميا، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: « الحرب خدعة».. وهم يستعملون حديث الرسول عليه السلام في غير محلّه، يقولون نحن في حرب وبالتالي لا بد من استعمال الكذب.. وأهم أولوية عندهم هي إدخال الشك في صفوف الشعب وفي المؤسّسات الأمنية والعسكرية التي تدافع عنه، كما يحاولون توتير العلاقة بين المؤسسات الأمنية والشعب  وقطعها، لأن ذلك هو السبيل الوحيد للإرهابيين ليجدوا حاضنة شعبية من أجل نشر وبث مشروعهم الدماري، ولهذا نحذّر دائماً الإعلاميين من خطورة هرسلة المؤسسة الأمنية، وحتّى إن كانت لهم أخطاء كبقية المؤسسات فيجب أن يحاسبون صفة فردية على أخطائهم.. أمّا أن نقطع العلاقةبين الشعب والأمن والجيش فهذا أكبر خطأ وأكبر خطر وهي أكبر هدية تُعطى للإرهابيين حتّى يستطيعوا القيام بعملياتهم في ظل وجود حاضنة شعبية.
 هناك من تسائل عن صفتك الحقيقية، وقال :»هل هو شيخ أم ضابط أمن أم عالم اجتماع أم قاضي»، من أنت؟
أولا أنا أخوض في المجال الأساسي ألا وهو السعي إلى المحافظة على أمن المجتمع وأمن تونس، وما دامت كلمتي مسموعة عند الكثير من الناس فإننا نتكلم بما نعلمه ونراه ونسمعه.. ثم أن المعلومات التي نقدمها لا تحتاج أن أكون ضابط أمن حتّى أعرفها، هي تُرى بالعين المجرّدة وهي حقيقة يعرفها كل الناس، لكن ماذا نفعل إذا أنكر أحد وجود الشمس.. ثمّ كيف عرفت أنا أن هؤلاء سيضربون ضربتهم قبل سنتين وحذّرت من هذه التفجيرات؟ أنا لست نبيا يُوحى إليّ ولكن أنا دارس لهذه الأفكار، أعرف عقليتهم وتفكيرهم وعشت معهم سنوات طويلة  وبالتالي أنا أعرف كيف يفكّرون وماذا يخططون مثلما أعرف المراحل التي سيمرون بها، أعرف ماذا سيحدث في تونس لو لم ينتبه الشعب إلى كلامي وتحذيراتي ولو لم يدرك حقيقة ما يخطط له هؤلاء...
 ماذا سيحصل، وإلى ماذا يخططون؟
سوف يحوّلون تونس إلى مالي والعراق وأفغانستان، وسوف تصبح بلادنا صومالا جديدا لو لم يتوحد الشعب لمحاربة هؤلاء ولو لم يقع الإلتفاف حول المؤسسة الأمنية والعسكرية..
 عمليا ما هو المطلوب برأيك لتفادي هذا السيناريو وأي دور يمكن أن يلعبه رجال الدين والمجتمع المدني لإصلاح صورة الإسلام وكشف حقيقة المتشددين والجهاديين؟
المطلوب هو نشر الدعاة والعلماء الذين يفضحون حقيقة هؤلاء، وأن يكون هناك حضور إعلامي مكثف علاوة على المساجد وأثناء المؤتمرات والمحاضرات وفي كل مناسبة ومكان يمكن أن يمثل فرصة وإطارا لفضح هؤلاء وكشف مخططاتهم.. إلى جانب ذلك لابد أن تكون هناك إرادة سياسية قوية وواضحة لضرب هؤلاء الإرهابيين وجعلهم في وضعية دفاعية لا في وضعيّة هجومية مثلما يحدث اليوم، لابد من استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب كما قدمناها في المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل. لكن قبل ذلك لابد من تأسيس وكالة وطنية للأمن القومي تجمع بين جميع الوحدات المختصة العسكرية والأمنية والمخابراتية والإستعلاماتية، تكون مدعومة دعما كاملا ولها صلاحيات قوية تمكنها من التحرّك والعمل لأن ربح المعركة وهزم الإرهاب لن يتحقق في غياب المعلومة، إلى جانب ذلك أعتقد أن الوقت قد حان لغلق جميع المواقع الإرهابية التي مازالت تنشط إلى هذه اللحظة، فهذه المواقع وصفحات الفايسبوك التحريضية والتكفيرية تعمل وإلى غاية هذه اللحظة على الدعوة إلى العنف والقتل والتفجير  والتحريض على الشعب والدولة ومع ذلك لم تُغلق إلى الآن وهو ما يعني أن الدولة مازالت نائمة..
 ومن له المصلحة في عدم إغلاق هذه المواقع؟
أعتقد أن عدم غلقها يعود إلى ضعف الدولة، والذين يسيرون الدولة ينطبق عليهم القول «يتعلّموا في الحجامة في رؤوس اليتامى»... لابد من وقفة واضحة وصريحة، الأمن القومي خط أحمر لا نقاش ولا جدال فيه.. وإذا ذهب الأمن لن يبقى هناك اقتصاد ولا تعليم ولا جامعات ولا مستشفيات ولا حضارة، سوف نعود إلى القرون والعصور الحجرية، لذلك الأولوية القصوى عندنا اليوم هي تحقيق الأمن، ولابد ان تضرب الدولة بيد من حديد.. أنا أستغرب كيف أنهم مازالوا يبررون بتعلاّت حقوق الإنسان!! هل تعرف لماذا يطلق القضاة سراح من يقع القبض عليهم في هذه القضايا؟
 لماذا؟
لأن القاضي مازال يحاكم بالقانون المدني الذي تكون فيه شبهة البراءة قوية جدا، وقانون مكافحة الإرهاب القديم وقعت إزالته، في حين لم تقع المصادقة إلى اليوم على القانون الجديد  لمكافحة الإرهاب وتفعيله، وبالتالي على ماذا سيحكم القاضي على متهم يتبنّى أفكارا إرهابية لكن لا يوجد دليل مادي لإثبات التهمة والإدانة فيقع إطلاق سراحهم.. والمجلس التأسيسي يعطّل المصادقة على قانون مكافحة الإرهاب، يعني يجبرون القاضي على إطلاق سراح الإرهابيين لأنه ليس لديه قانون يستند عليه لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المشتبه بهم.. لذلك هم يبدأون بالأفكار ثم ينتقلون إلى التجسيم في حين يَعتبِر قانون الأرهاب أن كل من يصرّح او يتبنّى هذا الفكر يتعرّض للسجن، انتهى!
أتدري سيدي الفاضل كم عندنا من شخص يحمل هذا الفكر في تونس؟ إذا أردت معرفة ذلك عد إلى تصريح رئيس الوزراء وتصريح وزير الداخلية الذي أكد أنّه تمّ إيقاف 8 آلاف شخص كانوا متجهين إلى سوريا، هذا عدد الذين أرادوا الذهاب ولم يتمكنوا من ذلك فما بالك بأعداد الذين ذهبوا وأعداد الذين قرروا أن يبقوا خلايا نائمة والذين يتواجدون في ليبيا، يعني هناك تقريبا 20 ألف تونسي يحملون فكرا دمويا حيوانيا تكفيريا تفجيريا إلى أقصى درجات الحدود.. هؤلاء كيف يمكن أن نتعامل معهم؟ إما أن يقتلوننا وإما أن نقتلهم، ولهذا السبب نحن ندعو إلى سجن هؤلاء بمجرّد حملهم لهذا الفكر.
 اتهمك الشيخ محمد الهنتاتي رئيس جمعية ملتقى الأئمة بالتنظير للإرهاب وتأطير الإرهابيين وقال إنك مفجّر للتكفير عكس ما تظهره بأنك مُحارب للإرهاب، كيف تردّ؟
أنا أعيش تحت الحماية الأمنية بسبب تحريض الهنتاتي وأمثاله، هذا الهنتاتي وقف - وبالدليل الواضح- في القصبة في اجتماع أنصار الشريعة وحرّض ضدّي أمام شاشات العالم وهو مسجّل وهددّني ورغم ذلك لازال حرّا طليقا.. أما ما قاله على شخصي فأنا أطالبه بأن يُثبت ذلك عليّ..
 اتهمك أيضاً بالتورط في جريمة اغتيال الشيخ فوزي المحمدي واستغرب وجودك في حالة سراح رغم ثبوت التهمة عليك، تعليقك؟
يعني إذا كانت التهمة الثابتة لماذا لم يقع إيقافي ولو ساعة زمن؟ فأنا ليس على «رأسي ريشة» وأقول له إنّ الموضوع هو أن الشاهد  وهو رجل مثلك اقتنع القضاء بأنّ شهادته شهادة زور وبأنّ هناك تحريض ضدّي وبأنّه هو من زيّف الحقيقة، لذلك لم تعتمد شهادته وحكمت المحكمة بحكم القاضي.
 كيف تردّ على اتهامه لك بالعمل مع المخابرات ووزارة الداخلية ونظام بن علي والتخابر مع جهات أجنبية؟
إجابة على قوله بأنّني عميل لوزارة الداخلية، أقول له بأنني عميل فعلا لكل الشعب التونسي بما في ذلك وزارة الداخلية والمؤسسة العسكرية في فترة ما بعد الثورة، لأنهم كلهم أبناء الشعب التونسي وجلّهم يريدون حماية الوطن والذود  عنه وأنا جزء منهم لا اتجزّأ، وهؤلاء الذين يتّهمونني بالعمالة لوزارة الداخلية، فهل أن وزارة الداخلية شتمةً وسبّة؟ هؤلاء الذين يحموننا ويحمون بلدنا، أتدري ان وزارة الداخلية لو توقفت عن العمل لمدة 24 ساعة فقط ستنتهي تونس وتُمحى من الخارطة؟ كيف يعقل ان يعتبر البعض الإنتساب لهؤلاء وحبهم والدفاع عنهم جريمة، والحال انهم  يدفعون حياتهم ودمهم للدفاع عن أموالنا وأرزاقنا واعراضنا وأمننا؟! ماذا يريدون؟ هل يريدون أن نفجّر وزارة الداخلية؟!
 والعمالة مع دولة الإمارات، ما قصتها؟
أفضّل ألاّ أردّ على مثل هذه السفاسف...
 والعمالة لنظام بن علي؟
 حرماني من جواز سفري وخضوعي للإقامة شبه الجبرية هي أكبر رد على من يقول مثل هذه الإفتراءات والأكاذيب..
 قدمت فتوى خلّفت ردود أفعال مختلفة أجزت من خلالها بوجوب إقتحام الأمن للمساجد كلّما كانت هناك شكوك، فهل مازلت على رأيك رغم ما خلّفته  فتواك من ردود؟
 أنا أتوجه إليكم بسؤال، ماهو أشد حُرمة دم المسلم أم المسجد؟ بإجماع الأمّة والعلماء فإن حرمة المسلم أعظم من حُرمة الكعبة، وبالتالي إذا أصبح هؤلاء يستعملون المساجد لإخفاء السلاح والتحريض والتجنيد من أجل إسالة دماء المسلمين من أبناء هذا الشعب يحُقّ حينها للأمن ـ وهم مسلمون ـ ان يدخل إلى المسجد من أجل تطهيره إذا جاءت معلومة ثابتة طبعا، فهذه خدمة لبيوت الله عندما يقع تطهير المساجد من القتلة والفجرة..
 وهل هناك مساجد في تونس في حاجة إلى تطهير اليوم؟
مبدئيا مازالت هناك مساجد في حاجة إلى تطهير من الذين يدعون  إلى تكفير الناس.. لكن الإشكال هو عندما تقع إزالة إرهابي من منبر يتم تعويضه بسياسي، وبالتالي اصبح البلاء أشد..
 تحدّثت منذ قليل عن المساجد والخطاب الديني، إلى أيّ مدى ساهمت المنابر في المساجد في  هجرة الشباب إلى سوريا وارتفاع وتيرة العنف في البلاد وتشتّت المجتمع وانقسام جزء منه؟
المساجد لها دور كبير جداً في البناء ودور كبير جدا أيضاً في التهديم، وأنا شخصيا وإن كنت ضد منع حرية الكلمة الدينية أو غيرها، لكنّي أرى أن الضرورة تقتضي ضبط الكلام ضمن قوانين.. أي أنت لك الحرية الدينية لتتناول القضايا التي تريدها وتتحدث فيها كما تشاء،  لكن لا يجوز لك ولا يحلّ لك شرعا ان  تقول كلاما يمكن أن يُؤدي إلى الفتنة بين أفراد الشعب الواحد أو أن تستغلّ المسجد وتوظّفه سياسيا لتُقسّم الشعب التونسي، أو تدعو إلى خروج مظاهرات من المسجد من أجل رأي سياسي ضد حزب آخر، وقد أثبت التاريخ أن الحروب الطائفية الدينية التي أسقطت الأندلس بدأت لمّا استعمل السياسيون المساجد لتمرير مواقفهم باسم الدين، لذلك نحن ندعو إلى تجنيب المساجد الكلام في السياسة والتجاذبات الحزبية ليس لأن الدين لا يتكلّم في السياسة بل لأن الذين يمثّلون السياسة في هذا الزمن وبجميع أنواعهم أصبحوا كلهم يستغلّون الدين من أجل الوصول إلى السلطة، سواء كانوا علمانيين أو يساريين أو غيرهم.. لذلك نطالبهم أن يُبعدوا الدين عن السياسة لأنهم يستعملونه بطريقة سيّئة وأدعو الشعب التونسي المسلم لحماية دينه.. أُعطوه حريته وكرامته واجعلوا له بلد قانون وعدالة وسوف ترون كيف يُبدع في دينه، لذلك أوجه نداء لجميع السياسيين دون استثناء من اليمين والوسط واليسار وأقول لهم :أتركوا لنا ديننا حتّى يسلم من دائكم وشرّكم..
 بماذا تعلّق كرجل دين على ما يُسمّى بجهاد النكاح، وبتغرير فتيات للذهاب إلى سوريا بتعلّة هذا الجهاد؟
ما وقع من استغلال للنساء من قبل الجهاديين يحصل في كل العالم ولا يقتصر الأمر على تونس، والذي قاله وزير الداخلية السيد لطفي بن جدّو هو صحيح وهو صادق في ما قاله بهذا الخصوص، وأنا تابعت هذه القضايا بتحقيق شخصي بعد أن اتصلت بي عائلات ذهبت بناتهن للجهاد في سوريا باسم الدين طبعا، لأن تسفيرهم إلى سوريا يقع بعد إقناعهم بالجهاد دون أن يحدثهن عن نكاح، لكن عندما تصل الفتاة إلى هناك يفرضون عليها الزواج وهو زواج حسب الحاجة والضرورة.. وتقع بالتالي الفتيات في الفخ ويحصل ما يحصل.. أنا شخصيا أعتبرهن ضحايا يستوجب علينا عند عودتهن معاملتهن معاملة دينية إسلامية وتوفير الرعاية والحماية لهنّ..
 والشباب العائد من سوريا؟
الحكم الشرعي والقضائي واضح، من حمل السلاح علينا فهو ليس منا، هو عدوّ مكانه السجن، لا حوار ولا قبول توبة..
 لماذا اتهمت المجلس الإسلامي الأعلى في تونس بالتدخل أثناء المعركة على الأرهاب لاختراق الإسلام المعتدل ونُصرة الذين وصفتهم ب» إخوان الشيطان»؟
لقد قلت إن هذا المجلس المعين والمنصب من قبل السلطة المتخلية، يتدخل أثناء المعركة ضد الإرهاب ليخذل الإسلام السني المعتدل وينصر إخوان الشياطين أدعياء السلفية المؤسسين للإرهاب في تونس، وأنا اعتبر أن هذا المجلس لا يمثل الإسلام في تونس،ولا يمثل عقيدة الشعب التونسي الأشعرية السنية المالكية،وندعوه بالتالي  إلى التوبة والرجوع إلى الصواب، كما ندعو  الشعب التونسي إلى عدم الاعتماد على قراراته وتصريحاته لعدم أهليته العلمية والدينية.
 وماذا عن موقفك من النقاب الذي خلّف هو الآخر ردود أفعال مختلفة؟
للأسف الشديد لم يستوعب البعض  موقفي من النقاب، هناك من أساء الفهم والتأويل، ظنوا كلامي متناقضا مع تصريحاتي السابقة حول مسألة النقاب والحال أن  الأمر كذلك، فأنا أساسا قلت أن الأصل في تغطية الوجه ليس واجبا عند المالكية إلا على الفاتنة وندر أن تجدها، ولكن أحترم الحرية الشخصية في اللباس،وضد هرسلة الفتيات المتنقبات، ولكن لما أصبح  النقاب يهدد الأمن القومي بالدليل والبرهان، دعوت إلى استبداله باللباس التونسي، مثل البخنوق في قابس، وهو يغطي الوجه، وهو نفسه الذي كانت تلبسه نساء  الصحابة وتظهر من خلاله عين واحدة، واسمه في الحديث الصحيح المرط كما رواه مالك في الموطأ والبخاري في صحيحه، بخلاف النقاب الأسود بالطريقة الخليجية فهو أولا ليس تونسيا وثانيا أصبح وسيلة لتخفّي الإرهابيين، ومعلوم في أصول الفقه الإسلامي أن المباح قد يعرض له من العلل والظروف ما يجعله حراما إذا تعارض مع حرمة دماء المسلمين،كما أنني عارضت سابقا دخول الأمن إلى المساجد لقمع المتظاهرين في عهد السبسي كما هو ثابت عني في الفيديوهات، ولكن لما أصبحت بعض المساجد ملجأ للسلاح والإرهاب، أفتيت بوجوب دخول الأمن للمساجد، وهذه الفتاوى هي الفقه الإسلامي، لأن الحكم يدور مع علته..
 ما هو التصريح الذي أدليت به وندمت عليه؟
بالعكس أنا ندمت على عدم التصريح
 كيف ذلك؟
كنت ليّنا في تحذير الشعب التونسي والحكومات السابقة في ملف مكافحة الإرهاب، كان تحذيري ضعيفا وندمت على هذا الضعف، والحال أني كنت مطالبا بأن أُصرّح بالحقيقة وأقول للشعب التونسي حينها: « إذا لم تُلزموا حكومة الترويكا لتصنيف هؤلاء كتنظيم إرهابي قولا وفعلا فإن تونس سوف تعيش مأساة وتدخل في نفق نظلم» وهذا ما نراه اليوم..
 لماذا الحديث دائماً عن حكومة الترويكا عندما يقع التطرّق إلى موضوع الإرهاب؟
لمّا بلغ كلامي أحد وزراء الترويكا اتهمني بالمبالغة وقال ان السلفيين لن يفعلوا ذلك، وهذا الوزير هو وزير الشؤون الدينية السابق الذي سبق وأن أرسلت له ملفا مازال موثقا عندي عن الهجومات التي تحصل في المساجد والإعتداءات والإختراقات والتهديدات لكنه لم يحرك ساكنا رغم أن ذلك حصل في المسجد.. وأنا أعتبر وزير الشؤون الدينية ووزراء آخرون شاركوا في استفحال هذه الظاهرة عن قصد ودون قصد «سيّبوا الماء على البطيخ» وسمحوا للإرهاب أن ينمو في تونس.. هذا أمر لا شك ولا اختلاف فيه خصوصا وقد نبّهناهم منذ البداية وحذرناهم من خطورة هؤلاء لكنهم تعاملوا مع الملف بسهولة.. قلنا لهم إنهم يتدرّبون في الجبال وحتّى الأمنيون تحدّثوا وقالوا لدينا معطيات ودلائل وتحقيقات تثبت أنهم يتدربون في الجبال فقالوا لهم أتروكهم وشأنهم، إنهم يلعبون الرياضة!!! لذلك أنا أعتبرهم أغبياء لأنهم لم يستمعوا إلينا منذ البداية ولم يأخذوا بالتحذيرات مأخذ الجد.. وأنا أقول للمسؤولين الجدد : اذا لم تتّخذوا موقفا جريئا واضحا وقويا ومهيبا وهجوميا على هؤلاء الإرهابيين -وهم معلومون-  فإنكم سوف تُقتلون أنتم وأبنائكم وبناتكم  قبل غيركم، وسوف تُسلخ أجسامكم ونواصيكم بعد أن كُنْتُمْ في الحكم، لأن هؤلاء إذا وصلوا سوف يقطعون رؤوسكم قبل أن يبدؤوا بالشعب التونسي.

أجرى الحوار: عادل بوهلال